عمرو سيد المدير ورئيس مجلس الادارة
عدد المساهمات : 256 تاريخ التسجيل : 23/02/2010 العمر : 38
| موضوع: فضل العشر من ذي الحجة / زاد عشرة ذي الحجة الجمعة مارس 19, 2010 7:16 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
فضل العشر من ذي الحجة
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ـ يعني أيام العشر ـ قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء) [رواه البخاري].وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكرت له الأعمال فقال: ما من أيام العلم فيهن أفضل من هذه العشر ـ قالوا: يا رسول الله، الجهاد في سبيل الله؟ فأكبره. فقال: ولا الجهاد إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله في سبيل الله، ثم تكون مهجة نفسه فيه) [رواه أحمد وحسن إسناده الألباني].فدل هذان الحديثان وغيرهما على أن كل عمل صالح يقع في أيام عشر ذي الحجة أحب إلى الله تعالى من نفسه إذا وقع في غيرها، وإذا كان العمل فيهن أحب إلى الله فهو أفضل عنده. ودل الحديثان أيضاً على أن العامل في هذه العشر أفضل من المجاهد في سبيل الله الذي رجع بنفسه وماله، وأن الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة تضاعف من غير استثناء شيء منها.
***
زاد العشر من ذي الحجة
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف يغيب عن بال طالبي الخير والمتعرضين لنفحات الله، أن العمل في هذه العشر الأوائل من ذي الحجة أفضل من العمل في كل أيام السنة في رمضان وفي غيره وأحب إلى الله - تعالى -.. نعم ثبت ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال " ما من عمل... فهي نكرة في سياق نفي فهي عامة لم تستثن زماناً ولا مكاناً.. اللهم إلا المجاهد في سبيل الله الذي خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء ونود عبر هذه الكلمات أن نلفت إلى بعض فضائل هذه العشر ونذكر بأعمال يمكن أن تشغل بها.
أعمال عظيمة تشغل أوقاتاً عظيمة لعل الله يكتب صاحبها عنده عظيما..
عشر ذي الحجة في الكتاب والسنة:
*- قال - تعالى -: (والفجر، وليال عشر)، قال ابن كثير - رحمه الله -: المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وغيرهم، ورواه الإمام البخاري تعليقا. *وقال - تعالى -: ويذكروا اسم الله في أيام معلومات) قال ابن عباس: أيام العشر "تفسير ابن كثير".
*-وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر) قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء). فتلك الرتبة التي لا تدرك والشأو الذي لا يلحق..
*- وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ما من أيام أعظم عند الله - سبحانه - ولا أحب عليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) "رواه أحمد".
*- وقال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.
والعمل في هذه الأيام قسمان:
قسم ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - فيها خاصة ومنه:
1-الصيام: و كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر " [أخرجه أحمد و النسائي وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462].
2- التكبير قال الله - تعالى -: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) وصفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهناك صفات أخرى. والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة من غير نسخ فقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة - رضي الله عنهما - كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس. فهنيئا لك إن أحييت سنة أميتت.
3- صيام يوم عرفة: يتأكد لما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال عن صومه: (أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده) "رواه مسلم".
4- فضل يوم النحر: قال ابن القيم هو خير أيام السنة فعنه - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر..) سنن أبي داود
القسم الثاني: هو كل الأعمال الفاضلة وسنذكر بفضل بعض الأعمال و بفضلها ولا اختصاص لها في هذه الأيام عن غيرها من الأعمال الفاضلة فهي مجرد تذكير لا تشريع.
1- التوبة النصوح: وهي الرجوع إلى الله (- تعالى – وهي واجبة على المسلم حين يقع في معصية قال - عز وجل - (يا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً)، وفسرها ابن القيم (- رحمه الله - تعالى -) بثلاثة: استغراق التوبة لجميع الذنوب، و إجماع العـزم والصدق، و تخليصها من الشوائب والعلل.
2 - دعاء السحر: قال - تعالى - " والمستغفرين بالأسحار" و قال - صلى الله عليه وسلم -: ينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟
3- أذكار المساء والصباح: سئل الحاكم صاحب المستدرك - رحمه الله - كيف نكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات قال أرجو أن من داوم على أذكار المساء والصباح والأذكار الواردة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وحافظ عليها كان من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
4- صلاة الفجر في المسجد. فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) " [رواه البخاري].
5- الجلوس بعدها حتى تطلع الشمس: أخرج مسلم عن سماك قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح آو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام ".
6- صلاة الضحى: عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، بجزيء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" (صحيح رواه مسلم).
7- رواتب السنن: وهي عشر أو ثنتي عشرة جاء في الصحيحين من حديث ابن عمر - رضي الله عنه - وفيه قال: (حفظت عنه - صلى الله عليه وسلم - عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب في بيته وركعتين بعد العشاء في بيته وركعتين قبل الصبح). وعند الترمذي وأصله في صحيح مسلم وفيه قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (ما من عبد مسلم يصلي لله - تعالى - في كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة) أو قال إلا بني له بيت في الجنة. فزاد أربعا قبل الظهر.
8- قيام الليل: وصف الله عباده الصالحين بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ "
وروى مسلم عن النبي، - صلى الله عليه وسلم -، قال: أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل وفي حديث عمرو بن عنبسة قال - صلى الله عليه وسلم -: أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن.
9- قراءة القرءان: صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: اقرؤوا القرءان فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه وقال تعلى وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا" قال ابن القيم- رحمه الله -: وهجر القرآن أنواع: هجر سماعه والإيمان به، وهجر العمل به، وهجر تحكيمه، وهجر تدبره، وهجر الاستشفاء به في أمراض القلوب والأبدان.
10- صلة الرحم: وهي سبب لطول العمر وكثرة الرزق قال - صلى الله عليه وسلم - ((من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه)) [متفق عليه]. وقال: ((الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)) [متفق عليه].
11- الاهتمام بأمور المسلمين، فليس منهم من لم يهتم بشؤونهم كما أخرج الحاكم في المستدرك.
12- تعلم العلم روى مسلم في صحيحه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة.
ومثل هذه الأعمال كل عمل صالح من دعوة للخير ونهي عن المنكر وصلح بين الناس.. وغبر ذلك.
وينبغي التنبيه إلى أن القسم الثاني المذكور لا خصوصية له عن أي عمل فاضل آخر فلا ينبغي تخصيص زمان معين أو مكان معين بعمل إلا أن يسترشد في ذلك بخطى محمد - صلى الله عليه وسلم -.
كلمة أخيرة:
لاشك أن الله - تعالى - وعد السائل بالإجابة وأن الله لا يقبل دعاءا من قلب غافل لاه وان كل مسلم يحس بواقع أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من تكالب الأمم، وبعد عن الدين. هلا أصابتك حالة رأفة وشفقة تقف فيها بين يدي الله - عز وجل - تناشده في أمة محمد صلي الله عليه وسلم أن يبرم لها أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية، ألا تري إلى خيرة شباب الإسلام يشردون تجري دماؤهم في كل مكان، نوح الثكالى يخالج أنين الجرجي وآهات المساجين...فإذا لم تحس بتلك الشفقة على هذا الواقع ولم تستطع حتى الدعاء فحين إذن يجب عليك وبكل أسف أن تشفق على نفسك ودينك وإسلامك الخاوي. | |
|